jeudi 6 mars 2014

رفض لانفصال القرم وواشنطن تصعّد ضد موسكو


                                      ياتسينيوك اعتبر قرار انفصال القرم غير قانوني ومشروع الاستفتاء بلا صفة قانونية

انتقد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إعلان برلمان شبه جزيرة القرم الانضمام إلى روسيا وإجراء استفتاء بهذا الشأن يوم 16 مارس/آذار الحالي، ودعا روسيا لعدم دعم "الانفصاليين". وبينما صعدت الولايات المتحدة ضغوطها على موسكو والموالين لها، يسود انقسام بين القادة الأوروبيين بشأن التعامل مع روسيا بين مؤيد لفرض عقوبات واسعة ومطالب بتغليب الحوار.واعتبر ياتسينيوك في ندوة صحفية ببروكسل أن القرم كانت وستبقى جزءا من أوكرانيا، واعتبر قرار الانفصال غير قانوني ومشروع الاستفتاء بلا صفة قانونية.
جاء ذلك بعد أن طلب برلمان القرم -الذي يهيمن عليه التيار الموالي لروسيا- ضم شبه الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي إلى الاتحاد الروسي، وأعلن البرلمان عن استفتاء لحسم هذا الخيار يوم 16 مارس/آذار الجاري.
وسيكون على الناخبين الاختيار بين الانضمام إلى الاتحاد الروسي أو تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم، وفق النائب غريغوري يوف.
وقال رستم تيميرغالييف نائب رئيس حكومة منطقة القرم إن مرسوم انضمام القرم إلى روسيا أصبح ساريا، وأكد أن القوات الأوكرانية التي ما زالت موجودة على أراضي القرم ستعامل معاملة المحتلين وستجبر على الاستسلام أو الرحيل، وأشار إلى أن "القوة المسلحة المشروعة الوحيدة على أرض القرم هي القوات المسلحة الروسية".
وناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الطلب اليوم في اجتماع لمجلس الأمن الروسي، ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن مجلس الأمن الروسي عقد اجتماعا غير متوقع لبحث طلب برلمان القرم، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن مضمون المناقشات. في حين قال البرلمان الروسي إنه سيحدد موقفه بعد الاستفتاء المقرر في وقت لاحق من هذا الشهر.
ومنذ 28 فبراير/شباط الماضي تسيطر القوات الروسية بحكم الأمر الواقع على شبه جزيرة القرم التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة معظمهم من أصول روسية.
وكان الزعيم السوفياتي الأسبق نيكيتا خروتشيف المنحدر من أوكرانيا "وهب" القرم إلى أوكرانيا السوفياتية في 1954، وللتصدي للمحاولات الانفصالية منحتها كييف في 1992 وضع جمهورية تتمتع بحكم ذاتي.


ردود فعل
وردا على هذه التطورات، أصدر القضاء الأوكراني أمر اعتقال بحق رئيس الحكومة بالقرم سيرغي أكسيونوف ورئيس البرلمان فيفلايدمير كونستانتينوف.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية اليوم الخميس أن محكمة عسكرية في كييف بررت أمر الاعتقال بأن كلا من رئيس الحكومة ورئيس البرلمان اتخذ خطوات من شأنها أن تؤدي إلى انفصال القرم عن أوكرانيا، وهو ما يخالف الدستور.
وتصعيدا للضغوط على موسكو أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض حظر على التأشيرات "ردا على الانتهاك الروسي المستمر لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا"، كما نص القرار على تجميد ممتلكات المسؤولين والأفراد الضالعين في ذلك الانتهاك.
وقالت الإدارة الأميركية إن "هذا الأمر التنفيذي هو أداة مرنة ستسمح لنا بمعاقبة الأكثر ضلوعا بشكل مباشر في زعزعة استقرار أوكرانيا، بما في ذلك التدخل العسكري في القرم، ولا يستبعد اتخاذ خطوات أخرى في حال تدهور الوضع".
وردا على هذا القرار، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العقوبات الأميركية هدفها الضغط على موسكو وهي غير بناءة.
وأكد لافروف أن لقاءه الثاني بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في أقل من 24 ساعة لم يؤد إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، وقال إن نظيره الأميركي قدم بعض الأفكار بشأن خطوات محددة لحل الأزمة الأوكرانية، وإنه سيدرسها ويعرضها على بوتين.

وقال لافروف إن موسكو تريد أن تفهم بشكل عميق ما الذي يقصده شركاؤها الغربيون باقتراحهم إنشاء آلية دولية ومن

قمة أوروبية
في الأثناء تتوجه الأنظار إلى بروكسل التي تحتضن قمة أوروبية استثنائية، وقال مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان إن قرار برلمان القرم الانضمام إلى روسيا سيقوي جناح الداعين لاتخاذ خطوات حازمة وفرض عقوبات على موسكو وذلك في مقابل تيار آخر يريد تغليب الحوار.
وطالب رئيس الوزراء البريطاني دفيد كاميرون الاتحاد الأوروبي بأن يبعث بـ"رسالة واضحة" للرئيس الروسي، في حين أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضرورة "ممارسة أكبر ضغط ممكن على روسيا" من أجل "خفض التوتر وفتح طريق الحوار".
في المقابل عبرت إيطاليا وألمانيا عن تحفظات كبيرة على مقاطعة الاستعدادات لقمة مجموعة الثماني المقررة في سوتشي في يونيو/حزيران المقبل.
ميدانيا أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم أن المراقبين الذين أرسلوا إلى أوكرانيا بطلب من السلطات الجديدة في كييف منعوا من دخول القرم. وقالت متحدثة باسم المنظمة إن العسكريين غير المسلحين البالغ عددهم أربعين شخصا ويمثلون 21 دولة من أعضاء المنظمة أرغموا على العودة في اتجاه مدينة خيرسون حيث سيقررون كيفية متابعة مهتمهم. وكانت كييف وجهت طلبا إلى المنظمة لإرسال هذه البعثة من 5 إلى 12 مارس/آذار الجاري.
من جانب آخر أعلن وزير الدفاع الليتواني جوزاس أوليكاس أن الولايات المتحدة قررت إرسال ست مقاتلات إضافية من طراز أف 15 لتعزيز مهمة مراقبة المجال الجوي لدول البلطيق التي تتولاها واشنطن حاليا في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأوضح الوزير أن إرسال هذه المقاتلات يأتي ردا "على العدوان الروسي على أوكرانيا وأيضا على تكثيف النشاط العسكري الروسي في منطقة كالننغراد"، الجيب الروسي الواقع بين ليتوانيا وبولندا.

  • Blogger Comment
  • Facebook Comment

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Copyright © 2012 News fast All Right Reserved
Designed by CBTblogger