وسط جدل كبير، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن القوات الحكومية سيطرت الإثنين على ناقلة حملت بالنفط الخام في ميناء تحت سيطرة محتجين يخططون لبيع النفط بصورة مستقلة عن حكومة طرابلس.
وقال المتحدث باسم المؤسسة الحكومية محمد الهراري لرويترز إن الناقلة التي ترفع علم كوريا الشمالية يجري اصطحابها إلى غرب ليبيا، مؤكدا تقارير لوسائل إعلام ليبية.
وأعلن متحدث عسكري في وقت سابق عن سيطرة السلطات الليبية على ناقلة النفط الكورية الشمالية بعيد وقت قصير من تطويقها من قبل قوة تابعة للبحرية الليبية، وأفادت أنباء عن سيطرة قوات من مصراتة على الناقلة واقتيادها إلى مكان بعيد عن ميناء السدرة.
لكن المتحدث باسم إقليم برقة نفى هذه التصريحات وقال إن الناقلة الكورية لا تزال في ميناء السدرة وتم شحنها، وهي بانتظار الانتهاء من بعض الإجراءات لتبحر.واعتبر علي الحاسي أن الحكومة الليبية يحرك جيشها وزير الثقافة حبيب الأمين.

رفع دعوى قضائية

أما وزير النفط الليبي فأكد لقناة الحدث أن الناقلة ما زالت في المياه الإقليمية الليبية، معلناً رفع دعوى محلية ودولية ضد الناقلة، لكنه أوضح أن التحرك العسكري ضد الناقلة بيد وزارة الدفاع.
وذكرت محطة تلفزيون مؤيدة لمحتجين ليبيين يسيطرون على العديد من مرافئ النفط في الشرق أن قائداً للمحتجين حثّ السكان المحليين على الانضمام لقواته بعدما قال البرلمان إن القوات الحكومية ستنهي الحصار.
وأفاد بيان بثته المحطة أن عبد ربه البرعصي، رئيس المكتب التنفيذي لحركة مجلس إقليم برقة في شرق ليبيا، دعا "كل الرجال الشرفاء" للانضمام لقواته، على حد قوله.
ودعا رئيس المؤتمر الوطني لتشكيل قوة لتحرير موانئ النفط، كما أمر البرلمان الليبي ببدء عملية عسكرية لتحرير الموانئ النفطية الواقعة تحت سيطرة معارضين خلال أسبوع.

زيدان: الحكومة مصممة على التصدي

وقبل ذلك، أكد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في حديث لقناة "العربية" تصميم حكومته على منع إقليم برقة من تصدير النفط بشكل منفرد خارج إطار الدولة، والتصدي لهم بأي وسيلة، وقال زيدان إن استقالته غير واردة، لأن حالة البلاد لا تسمح بذلك كما قال.
ورداً على ذلك، أعلن إقليم برقة أنه أرسل قوات برية وبحرية لمواجهة القوات الحكومية الليبية، وقال مسؤول في المعارضة المسلحة في شرق ليبيا إنهم بدأوا تحريك القوات برا وبحرا للتصدي لأي قوات حكومية تحاول مهاجمة مواقعهم أو مهاجمة ناقلة حملت نفطاً في الميناء الواقع تحت سيطرتهم.
وأضاف عصام الجهاني، عضو القيادة المعارضة لرويترز أنهم أرسلوا قوات برية للدفاع عن برقة في غرب سرت، وأن لديهم قوارب تقوم بأعمال الدورية في المياه الإقليمية.
وقال مسؤولو نفط ليبيون الاثنين إنه تم الانتهاء من عملية تحميل ناقلة ترفع علم كوريا الشمالية بالنفط الخام في مرفأ السدرة، الذي تسيطر عليه حركة مسلحة في شرق البلاد لكن الناقلة لم تغادر بعد.
وأرسلت البحرية الليبية وميليشيات موالية للحكومة زوارق إلى ميناء يسيطر عليه محتجون مسلحون في شرق البلاد، لمنع ناقلة ترفع علم كوريا الشمالية من نقل نفط خام بيع من دون موافقة الحكومة. الناقلة رست في ميناء السدرة وقد حملت نفطاً خاماً قيمته 36 مليون دولار.
وكان زيدان قد أكد نية طرابلس قصف السفينة الكورية إذا حاولت مغادرة الميناء.

واشنطن قلقة من سرقة النفط الليبي

من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة، صباح الاثنين، مسلحين منشقين في شرق ليبيا يحاولون تصدير شحنة من النفط على متن ناقلة نفط ترفع علم كوريا الشمالية بأنهم "يسرقون" نفط الشعب الليبي، مهددة بفرض عقوبات عليهم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، في بيان إن "الولايات المتحدة قلقة للغاية من المعلومات الواردة عن قيام ناقلة نفط تدعى "مورننغ غلوري" بتحميل شحنة من النفط، تم الحصول عليها بشكل غير قانوني، في مرفأ السدرة الليبي".
وأضافت أن "هذا العمل مخالف للقانون وينم عن سرقة للشعب الليبي".
وتابعت أن "النفط يخص مؤسسة النفط الوطنية الليبية وشركاءها"، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء الشركاء الولايات المتحدة.
وأضافت أن "أي مبيعات للنفط من دون إذن هذه الأطراف يعرض الشارين لخطر الملاحقة المدنية والإجراءات الجزائية وغيرها من العقوبات المحتملة في ولايات قضائية متعددة".

سفينة "مورنينغ غلوري" لا تزال في السدرة

وترسو ناقلة النفط "مورننغ غلوري" منذ الساعات الأولى ليوم السبت في ميناء السدرة الخاضع لسيطرة مجموعة مسلحة كانت تتولى حراسة منشآت نفطية قبل أن تنشق وتعلن تشكيلها لمكتب سياسي وتنفيذي لإقليم برقة، الذي يطالب بحكم ذاتي في ليبيا.
وبدأت حكومة إقليم برقة المعلنة من جانب واحد في شرق ليبيا، اختبار قوة مع الحكومة بإعلانها بدء تصدير النفط من ميناء السدرة.
ومنذ يوليو 2013 يعطل منشقون يطالبون بحكم فيدرالي موانئ النفط في شرق ليبيا، ومنها ميناء السدرة، وعطلوا تصدير النفط حارمين البلاد من موردها الأساسي.
وأدى ذلك إلى تراجع صادرات ليبيا من النفط إلى 250 ألف برميل يومياً، مقابل 1.5 مليون برميل يومياً قبل الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.